قوله: { صِبْغَةَ اللهِ } أي دين الله { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً } أي: ومن
أحسن من الله ديناً { وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ }.
وقال بعض المفسّرين: صبغة الله الإِسلام، إلا أن اليهود تصبغ أولادها يهوداً
وأن النصارى تصبغ أبناءها نصارى. وأن صبغة الله الإِسلام.
قوله: { قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ
وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ } أي: إن ديننا هو الإِخلاص الذي لا شكَّ فيه.
قوله: { أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ
نَصَارَى قُلْ } يا محمد لهم { ءَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ
مِنَ اللهِ } أي: لا أحد أظلم منه { وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } قال الحسن: يعني
بذلك علماءهم؛ إنهم كتموا محمداً ودينه، وفي دينه أن إبراهيم وإسماعيل
وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا مسلمين، ولم يكونوا مشركين. ذكروا عن
الحسن قال: قد علم القوم أن عندهم من الله شهادة أن أنبياءهم بُرآء من اليهودية
والنصرانية. وقال بعضهم: كتموا الإِسلام وهم يعلمون أنه دين الله، وكتموا
محمداً وهم يعلمون أنه رسول الله.
قوله: { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ } أي: لها ثواب ما
عملت، ولكم ثواب ما عملتم { وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } هم. يعني بذلك
إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط.