خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ
١٤٧
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
١٤٨
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
١٤٩
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
١٥٠
-البقرة

تفسير كتاب الله العزيز

{ الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ } أي: من الشاكين؛ أنهم يعرفون أنك رسول الله ويعرفون الإِسلام.
قوله: { وَلِكُلٍّ وَجْهَةٌ } أي ولكل قوم وجهة وشريعة { هُوَ مُوَلِّيهَا } أي: الله موليها، مثل قوله:
{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً } [المائدة:48] أي سبيلاً وسنة، والدين واحد وإن اختلفت الشرائع والأحكام. وقال مجاهد: ولكل صاحب ملّة وجهة هو مستقبلها. وقال بعضهم: ولكل قبلة هو مستقبلها.
قوله: { فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ } قال بعض المفسرين: لا تُغْبَنُنَّ عَن قبلتكم { أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }. { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ }. قوله: { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ } كقوله:
{ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ } [سورة محمد:13] أي أهلها، يعني أهل مكة { وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } أي تلقاءه { لِئَلاَّ } أي لكيلا { يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ }.
قال بعض المفسّرين: إن أهل الكتاب قالوا حين صرف النبي إلى الكعبة: اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه. قال: { إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } يعني مشركي العرب في تفسير الحسن. وقال مجاهد: مشركي قريش.
قال الحسن: أخبره أنه لا يحوّله عن الكعبة إلى غيرها أبداً، فيحتج عليك محتجون بالظلم كما احتج عليك مشركو العرب من قولهم لك: رغبت عن قبلة آبائك ثم رجعت إليها، وأيضاً والله لترجعن إلى دينهم؛ فقال الله: { لئلا يكون للناس عليكم حجة }. أي لا يحتج بمثل تلك الحجة إلا الذين ظلموا.
وقال بعضهم: هم مشركو قريش يقولون: إنهم سيحتجون عليك بذلك وكانت حجتهم عليهم بانصرافه إلى البيت الحرام أنهم قالوا: سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا؛ فأنزل الله في ذلك هذا كله.
قال: { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ } في أمر الله، أي امضوا على ما أمركم به. { وَاخْشَوْنِي } أي في تركه. { وَلأُِتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي: لكي تهتدوا. ويعني بالنعمة الجنة.