خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ
١٥٥
ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
١٥٦
أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ
١٥٧
-البقرة

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ }. نقص الأنفس: الموت.
ذكروا عن ابن مسعود أنه ذكر الدجال فقال: كيف أنتم والقوم آمنون وأنتم خائفون، والقوم شِباع وأنت جِياع، والقوم رواء وأنتم عطاش، والقوم في الظِل وأنتم في الضِّحّ. [أي حر الشمس].
ذكروا عن رجاء بن حيوة قال: سيأتي على الناس زمان لا تحمل فيه النخلة إلا تمرة واحدة؛ قال: { وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ }.
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ }. وصلاة الله على العباد الرحمة. وقال بعضهم: صلاة الله على العباد الثناء والمدح والتزكية للأعمال { وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }، أي هُدوا للاسترجاع عند المصيبة. وقوله: { صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ } مثل قوله:
{ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ } [الأعراف:157] وهو واحد، وهي كلمة عربية وبعضهم يقول: الصلاة هاهنا المغفرة؛ وكل صحيح جائز.
ذكر عطاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إذا أصاب أحدَكم مصيبةٌ فليذكر مصيبته فيَّ فإنها أعظم المصائب" .
ذكر الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصبر عند الصدمة الأولى. والعبرة لا يملكها أحد؛ صبابة المرء إلى أخيه" .
ذكر عبد الله بن خليفة قال: كنت أمشي مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فانقطع شسع نعله فاسترجع، فقلت: ما لك يا أمير المؤمنين؟ فقال: انقطع شسع نعلي، فساءني ذلك، وكل ما ساءك مصيبة.