قوله: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً } أي أعدالاً يعدلونهم
بالله، يعني ما يعبدون من دون الله { يُحِبُّونَهُمْ } أي يحبون آلهتهم التي يعبدون
{ كَحُبِّ اللهِ } إذ جعلوهم آلهة كحب المؤمنين اللهَ، قال الله: { وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ
حُبّاً لِّلَّهِ } من المشركين لآلهتهم.
{ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } أي الذين أشركوا { إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ } أي:
القدرة { لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ العَذَابِ }. قال الحسن: يقول لمحمد عليه
السلام: إنك ستراهم إذا دخلوا النار، وهنالك يعلمون أن القوة، أي القدرة لله
جميعاً، وأن الله شديد العذاب. قال الحسن: وقد كانوا عن قدرة الله وعزته في الدنيا
غافلين.
قوله: { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا } وهم الجبابرة والقادة والرؤوس في الشرك
والنفاق { مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا } والأتباع: الضعفاء الذين اتبعوهم على عبادة
الأوثان. قال: { وَرَأَوُا العَذَابَ } جميعاً، أي: القادة والأتباع { وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ
الأَسْبَابُ } أي: المواصلة [التي كانت بينهم] في الدنيا لأنهم كانوا أولياءهم.
قوله: { وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } أي: رجعة إلى الدنيا { فَنَتَبَرَّأَ
مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤوا مِنَّا }. قال الله: { كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهَُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ }
والحسرة والندامة { وَمَاهُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ }.