خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِيۤ أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً
١٢٥
قَالَ كَذٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ
١٢٦
وَكَذٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ
١٢٧
أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ
١٢٨
-طه

تفسير كتاب الله العزيز

{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى } أي: عن حجّتي { وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً } أي عالماً بي حتى في الدنيا، وإنما علمه ذلك عند نفسه في الدنيا، كان يحاجّ في الدنيا. [جاحداً لما جاء من الله]. وقال بعضهم: أعمى عن الحق، أي: في الدنيا.
قال الله عز وجل: { كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا } أي: لأنه أتتك آياتنا في الدنيا { فَنَسِيتَهَا } أي: فتركتها ولم تؤمن بها. { وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى } أي: تترك في النار. وقال بعضهم: نُسِي من الخير، أي ترك من الخير ولم ينس من الشر، أي: ولم يترك من الشر.
قال عز وجل: { وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ } أي: من أشرك، أي أسرف على نفسه بالشرك { وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلعَذَابُ الأخِرَةِ أَشَدُّ } من عذاب الدنيا { وَأَبْقَى } أي: لا ينقطع أبداً.
قوله عزّ وجلّ: { أفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ القُرُونِ } قال الحسن: أي: قد بيّنا لهم، مقرأه على النون، كيف أهلكنا القرون الأولى، يحذرهم ويخوفهم العذاب إن لم يؤمنوا.
قال عزّ وجلّ: { يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } أي: تمشي هذه الأمة في مساكن من مضى. أي يمشون عليها وإن لم تكن الديار قائمة ولكن المواضع، كقوله عز وجل:
{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ القُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ } [هود: 100] أي منها قائم تراه، ومنها حصيد لا تراه.
قال عز وجل: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لأُولِي النُّهَى } أي: لأهل العقول، وبعضهم يقول: لأهل الورع، وهم المؤمنون.