خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ
٤٣
فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ
٤٤
قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىٰ
٤٥
قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ
٤٦
فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ
٤٧
إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
٤٨
قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ
٤٩
قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
٥٠
-طه

تفسير كتاب الله العزيز

{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } أي: كفر { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } قال بعضهم: كَنِّياه. [فكنَّيَاه] بأبي مصعب. { لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } قال بعضهم الألف ها هنا صلة، يقول: لعله يتذكر ويخشى.
{ قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ } أي أن يعجل علينا بالعقوبة { أَوْ أَن يَطْغَى } فيقتلنا.
{ قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَى } أي: فإنه ليس بالذي يصل إلى قتلكما حتى تبلغا عني الرسالة.
{ فَأْتِيَاهُ فَقُولآ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ } وكان بنو إسرائيل عند القبط بمنزلة أهل الجزية فينا.
قوله: { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ } قال الحسن: العصا واليد { وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى }. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كتب إلى المشركين كتب: { السَّلاَمُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى }.
قوله عز وجل: { إِنَّا قَدْ أوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ العَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }. أي: كذب بآيات الله وتولى عن طاعة الله.
{ قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَامُوسَى قَالَ رَبُّنَا الذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ } قال الحسن: صلاحه وقوته الذي يقوم به ويعيش به. { ثُمَّ هَدَى } يقول: ثم هداه له حتى أخذه.
وقال مجاهد: سوى خلق كل دابة ثم هداها لما يصلحها وعلمها إياه. وقال الكلبي: أعطاه شكله من نحوه. أعطى الرجل المرأة، والجمل الناقة، والذكر الأنثى، ثم هدى، أي عرّفه كيف يأتيها.
ذكروا عن الحسن أنه قرأ:
{ صُنْعَ اللهِ الذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } [النمل: 88] ثم قال: ألم تر إلى كل دابة كيف تتقي عن نفسها.