خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ
٢٣
أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْحَقَّ فَهُمْ مُّعْرِضُونَ
٢٤
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِيۤ إِلَيْهِ أَنَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱعْبُدُونِ
٢٥
وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ
٢٦
لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ
٢٧
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ
٢٨
-الأنبياء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } أي: لا يُسأل عما يَفعل بعباده، وهم يُسألون عن أعمالهم.
قوله عز وجل: { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ ءَالِهَةٌ } وهذا وأشباهه استفهام على معرفة. { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ } أي: بيّنتكم، في تفسير مجاهد. وقال الحسن: حجّتكم على ما تقولون إن الله أمركم أن تتخذوا من دونه آلهة. أي: ليس عندكم بذلك بيّنة ولا حجّة.
قوله عز وجل: { هذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ } يعني القرآن، يعني ما فيه من الحلال والحرام { وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي } من أخبار الأمم السالفة وأعمالهم، يعني من أهلك الله من الأمم ومن نجّى من المؤمنين، ليس فيه اتخاذ آلهة دون الله. { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الحَقَّ فَهم مُّعْرِضُونَ } يعني بقوله: (أَكْثَرُهُمْ) يعني جماعتهم، وقوله عزّ وجلّ: { فَهُم مُّعْرِضُونَ } أي: عن القرآن.
قال عز وجل: { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لآ إلهَ إِلآ أَنَا فَاعْبُدُونِ } أي: لا تعبدوا غيري، بذلك أرسل الرسل جميعاً.
قوله عز وجل: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً } قال بعضهم: قالت اليهود: إن الله تبارك وتعالى صاهر الجن فكانت من بينهم الملائكة.
قال الله عز وجل: { سُبْحَانَهُ } ينزّه نفسه عما يقولون. { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } يعني الملائكة، هم كرام على الله. { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ } فيقولون شيئاً لم يقبلوه عن الله { وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِم } من أمر الآخرة { وَمَا خَلْفَهُمْ } أي: من أمر الدنيا إذا كانت الآخرة. [وقال بعضهم: يعني يعلم ما كان قبل خلق الملائكة وما كان بعد خلقهم]. { وَلاَ يَشْفَعُونَ إلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى } أي: لمن رضي عنه { وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } أي: خائفون.