خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلاۤءِ يَنطِقُونَ
٦٥
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ
٦٦
أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
٦٧
قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوۤاْ آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ
٦٨
قُلْنَا يٰنَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَٰماً عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ
٦٩
-الأنبياء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عزّ وجل: { ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ } أي: خزايا، قد حجَّهم، أي: غلبهم في المحاجة. وقال بعضهم: أصاب القومَ خزية سوء.
{ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلآءِ يَنْطِقُونَ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ } يعني أصنامهم. { أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي: إنها لا تنفعكم.
{ قَالُوا حَرِّقُوهُ } بالنار { وَانْصُرُوا ءَالِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ }.
قالوا: فجمعوا الحطب زماناً، حتى أن الشيخ الكبير الفاني الذي لم يخرج من بيته قبل ذلك زماناً كان يجيء بالحطب فيلقيه، يتقرّب به إلى آلهتهم، فيما يزعم. ثم جاءوا بإبراهيم فألقوه في تلك النار. فبلغنا أنهم رموا به في المنجنيق، فكان ذلك أول ما وضع المنجنيق.
فقال الله عزّ وجل: { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً } فكادت أن تقتله من البرد. فقال عزّ وجل: { وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ } أي: لا تضرّ.
وذكر بعضهم قال: ما انتفع بها يومئذٍ أحد من الناس شرقاً ولا غرباً، ولا أحرقت منه يومئذ إلا وَثَاقه. وبلغنا في حديث آخر أنه لم يطبخ بالنار يومئذ في الأرض كلها.
قال بعضهم: وذكر لنا أنه لم يبق في الأرض دابة إلا كانت تطفئ عن إبراهيم النار، إلا الوزغة فإنها كانت تنفخ عليه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها.