{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } قوله: { يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إِنَّ زَلْزَلَةَ
السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ } أي: تعرض { كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ
وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ
شَدِيدٌ } وهذه النفخة الآخرة.
ذكروا عن الحسن قال: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له، قد فرّق بين أصحاب له السير، إذ نزلت هذه الآية. فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها صوته فقال: { يَآأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إِنَّ زَلْزَلَةَ
السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } حتى انتهى إلى قوله: { وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ
شَدِيدٌ }.
فلما سمعوا صوت نبيّهم اعصوصبوا به، فتلاها عليهم، ثم قال: هل تدرون
أي يوم ذلكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذلكم يوم يقول الله لآدم: يا آدم قم
ابعث بعث النار. قال: ربّ، وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة
وتسعون إنساناً إلى النار، وواحد إلى الجنة.
فلما سمعوا ما قال نبيّهم أبلسوا حتى ما يُجلى أحدهم عن واضحة فلما
رأى ما بهم قال: اعملوا وأبشروا [فوالذي نفسي بيده] ما أنتم في الناس إلا كالرقمة
في ذراع الدّابة، أو كالشامة في جنب البعير، وإنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا
كثرتاه: ياجوج وماجوج ومن هلك [يعني من كفر] من بني إبليس، وتكمل العدّة
من المنافقين. فهنالك يهرم الكبير ويشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها...
إلى آخر الآية" .
قال بعضهم: وبلغني أن الكبير يحط يوم القيامة إلى ثلاث وثلاثين [سنة،
ويرفع الصغير إلى ثلاث وثلاثين سنة].