خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ
٢١
كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ
٢٢
إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ
٢٣
وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ
٢٤
-الحج

تفسير كتاب الله العزيز

قوله تعالى: { وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } أي: من نار. يقمع رأسه بالمِقعة فتخرق رأسه فيُصبَّ فيه الحميم حتى يبلغ جوفه.
ذكر أن أبا العوام سادن بيت المقدس قرأ هذه الآية:
{ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [المدثر: 30] فقال [للقوم: ما تقولون؟] تسعة عشر ملكاً أو تسعة عشر ألف ملك. فقالوا: الله أعلم. فقال: هم تسعة عشر ملكاً، بيد كل ملك مرزبة من حديد لها شعبتان، فيضرب بها الضربة فيهوى بها سبعين ألف عام في النار.
قوله: { كُلَّمَآ أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا } قال الحسن: ترفعهم بلهبها فإذا كانوا في أعلاها قمعتهم الملائكة بمقامع من حديد من نار، فيهوون فيها سبعين خريفاً. قال الله: { وَذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ }.
وقوله: { إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً }. ذكروا عن سعيد بن المسيب أنه قال: ليس أحد من أهل الجنة إلا وفي يده ثلاثة أسورة: سوار من ذهب، وسوار من فضة، وسوار من لؤلؤ؛ وهو قوله:
{ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِن أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً } وقال في آية أخرى: { وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ } [الإِنسان: 21].
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الرجل من أهل الجنة إذا بدا سواره يغلب ضوءه على ضوء الشمس" .
قوله: { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } وقال في آية أخرى: { وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } [الكهف: 31].
قوله: { وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ } أي: إلى لا إله إلا الله، في تفسير الكلبي. وقال الحسن: إلى الإِيمان في الدنيا، وهو واحد. قال: { وَهُدُوا } أي: في الدنيا { إِلَى صِرَاطِ الحَمِيدِ } وهو الله. وهو كقوله:
{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الشورى: 52] أي: إلى الجنة { صِرَاطِ اللهِ } [الشورى: 53] أي: طريق الله الذي هدى به عباده المؤمنين إلى الجنة.