خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ
١٢
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
١٣
ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ
١٤
-المؤمنون

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِّنْ طِينٍ } والسلالة النطفة تسلّ من الرجل، وكان بدء ذلك من طين. خلق الله آدم من طين، ثم جعل نسله بعد من ماء مهين، أي: ماء ضعيف، يعني النطفة.
قوله: { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } أي: في الرحم.
قوله: { ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً } [يكون في بطن أمه نطفة أربعين ليلة، ثم يكون علقة أربعين ليلة، ثم يكون مضغة أربعين ليلة].
قال: { فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً } وبعضهم يقرأها { عَظْماً } يعني جماعة العظام. { فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً } وبعضهم يقرأها: { فَكَسَوْنَا العَظْمَ لَحْماً }. وهي مثل الأولى. قال: { ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ } قال بعضهم: أنشأ عليه الشعَر. وقال الحسن: الروح. وقال بعضهم: ذكراً أو أنثى. وقال الكلبي: الروح، وهو في بطن أمه.
قال: { فَتَبَارَكَ اللهُ }. هو من باب البركة كقوله:
{ فَتَعَالَى اللهُ } } [الأعراف: 190] { أَحْسَنُ الخَالِقِينَ }، أي: أن العباد قد يعملون ما يشبهون بخلق الله، ولا يستطيعون أن ينفخوا فيه الروح.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قال الله: من أظلم ممن يخلق كخلقي، فليخلقوا ذباباً أو ذرة أو بعوضة" .
ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله" .
ذكروا أن عمر بن الخطاب قال: وافقني ربي، أو وافقت ربي في أربع: قلت: يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلًّى، فأنزل الله: { وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً } [البقرة: 125]. ولما نزلت هذه الآية: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ } قلت: تبارك الله أحسن الخالقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لقد ختمها الله بما قلت." [وقلت: يا رسول الله، لو حجبت نساءك، فإنه يدخل عليهن الصالح وغيره، فأنزل الله آية الحجاب. وكان بين نبي الله وبين نسائه شيء، فقلت لتنتهن أو ليبدلنَّه الله أزواجاً خيراً منكن، فأنزل الله: { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنْكُنَّ } [التحريم: 5].