خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ
٦٠
أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ
٦١
وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
٦٢
بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ
٦٣
-المؤمنون

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَالذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَوا } [ممدودة] { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أي: خائفة [ { أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }.
تفسير الحسن قال: كانوا يعملون ما عملوا من أعمال البر ويخافون ألا يُنجيهم ذلك من عذاب ربهم. وقال مجاهد: يعملون ما عملوا من الخير وهم يخافون ألا يقبل منهم.
ذكر عن ابن عباس وعائشة أنهما كانا يقرآن هذا الحرف { وَالذِينَ يَأتُونَ مَا أَتَوا } خفيفة بغير مدّ. أي: يعملون ما عملوا مما نهوا عنه وقلوبهم وجلة خائفة] أن يؤخذوا به.
قوله: { أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ } أي: في الأعمال الصالحة. قال الحسن: أي: فيما افترض الله عليهم، وهو واحد. قال: { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } أي: وهم للخيرات مدركون في تفسير الحسن. وقال بعضهم: { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } أي: سابقون بالخيرات.
قوله: { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } أي: لا يكلف الله نفساً إلا طاقتها؛ لا يكلّف الله المريض القيام، ولا الفقير الزكاة ولا الحج
قوله: { وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } أي: لا يظلم عندنا أحد.
قوله: { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هذَا } أي: في غفلة من هذا، أي: مما ذكر من أعمال المؤمنين في الآية الأولى. { وَلَهُم } يعني المشركين { أَعْمَالٌ مِّنْ دُونِ ذَلِكَ } [أي: دون أعمال المؤمنين، أي: شرّ من أعمال المؤمنين { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } أي: لتلك الأعمال.
وتفسير مجاهد: { فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا } يعني القرآن { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّنْ دُونِ ذَلِكَ }] أي: خطايا من دون الحق. وقال بعضهم: أعمال لم يعملوها سيعملونها.
ذكر سعيد بن المسيب
"عن عمر بن الخطاب أنه قال: يا رسول الله، أنعمل لما قد فرغ منه، أو لما يستأنف؟ قال: بل لما قد فرغ منه. فقال: ففيم العمل إذاً؟ قال: اعملوا، فكل لا ينال إلا بالعمل" . قال هذا حين نجتهد.
ذكر بعض السلف قال: لم تُوكَلُوا إلى القدر وإليه تصيرون.