خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ
٣٧
-النور

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ } التجارة الجالب، والبيع الذي يبيع على يديه، قال: { عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ }.
كانوا إذا سمعوا المؤذن تركوا بيعهم وقاموا إلى الصلاة. و{ ذِكْرِ اللهِ } في هذا الموضع الأذان. { وَإِقَامِ الصَّلاَةِ } يعني الصلوات الخمس، { وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ } الزكاة المفروضة.
وهذا الحرف يقرأ على وجهين: { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا } أي: في المساجد { بِالغُدُوِّ وَالأَصَالِ رِجَالٌ }، والحرف الآخر: { يُسَبَّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالأَصَالِ }. ثم قال: { رِجَالٌ }، أي: فهم الذين يسبحون له فيها بالغدو والآصال.
قوله: { يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ } أي: قلوب الكفار وأبصارهم. وتقلُّبُ القلوب أن القلوب انتزعت من أماكنها فغصّت بها الحناجر، فلا هي ترجع إلى أماكنها ولا هي تخرج. وهو قوله:
{ إِذِ القُلُوبُ لَدَى الحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ } [غافر: 18]. وأما تقلب الأبصار فقد قال في آية أخرى: { فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الذِينَ كَفَرُوا } [الأنبياء: 97] أي: لإجابة الداعي. وهو كقوله: { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } [إبراهيم: 43].
وقال الحسن في قوله: { تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ والأَبْصَارُ } أي: بالزَّرَقِ بعد الكَحَل، والعمى بعد النظر.