خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً
٢٣
أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً
٢٤
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً
٢٥
-الفرقان

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَقَدِمْنَآ إلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ } أي: وعمدنا. وفي تفسير مجاهد: { إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ } أي: حسن، يعني المشركين { فَجَعَلْنَاهُ } أي: في الآخرة { هَبَآءً مَّنْثُوراً } وهو الذي يتناثر من الغبار الذي يكون من أثر حوافر الدوابّ إذا سارت. وفي الآية: { هَبَآءً مُّنْبَثّاً } [الواقعة: 6] وهو الذي يدخل من الكوّة من ضوء الشمس. وتفسير مجاهد: { هَبَآءً مَّنْثُوراً } هو عنده هذا.
قوله: { أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَراً } أي: من مستقرّ المشركين { وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } أي: مأوى ومنزلاً.
ذكر بعضهم قال: يجاء يوم القيامة برجلين كان أحدهما ملكاً في الدنيا إلى الحمرة والبياض فيُحاسَب فإذا هو عبد لم يعمل خيراً فيؤمر به إلى النار، والآخر كان مسكيناً في الدنيا، أو كما قال، فيحاسب، فيقول: يا رب، ما أعطيتني من شيء فتحاسبني به، فيقول: صدق عبدي فأرسلوه، فيؤمر به إلى الجنة. ثم يُتركان ما شاء الله، ثم يدعى صاحب النار، فإذا هو الحُممة السوداء، فيقال له: كيف وجدت مقيلك؟ فيقول: شرّ مقيل، فيقال له: عد. ثم يدعى صاحب الجنة فإذا هو مثل القمر ليلة البدر، فيقال له: كيف وجدت مقيلك؟ فيقول: ربّ، خير مقيل، فيقال له: عد.
ذكروا عن ابن عباس أنه قال: من لم يَقِل في الجنة يومئذ فليس هو من أهلها.
قال بعضهم: وبلغنا عن ابن عباس أنه قال: إني لأعلم أي ساعة يدخل أهل الجنة الجنة، قبل نصف النهار حين يشتهون الغَداء.
قوله: { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ بِالغَمَامِ } أي: عن الغمام. هذا بعث البعث، تشقّق فتراها واهية متشققة، كقوله:
{ وَفُتِحَتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً } [النبأ: 19]. ويكون الغمام شرايين السماء والأرض. قال: { وَنُزِّلَ المَلآئِكَةُ تَنزِيلاً } هو مثل قوله: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلآ أَن يَّأتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ وَالمَلآئِكَةُ } [البقرة: 210]، ومثل قوله: { وَجَآءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } [الفجر: 22].