خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً
٢٦
وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً
٢٧
يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً
٢٨
لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً
٢٩
وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً
٣٠
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً
٣١
-الفرقان

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { المُلْكُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ لِلرَّحْمنِ } يخضع الملوك يومئذ لملك الله، والجبابرة لجبروت الله. { وَكَانَ يَوْماً عَلَى الكَافِرِينَ عَسِيراً } أي: شديداً.
قوله: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ }، وهو أبيّ بن خلف، يأكلها ندامة يوم القيامة. { يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذتُّ مَعَ الرَّسُولِ } أي: محمد { سَبِيلاً } إلى الله باتباعه بالإِيمان.
{ يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَم أتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } أي: عقبة بن أبي معيط { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ } أي: عن القرآن { بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي }.
ذكروا عن مجاهد قال: كان أبيّ بن خلف يأتي النبي فزجره عقبة بن أبي معيط عن ذلك، فهو قول أبيّ بن خلف في الآخرة: { يَالَيْتَنِي اتَّخَذتُّ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً }.
وقال مجاهد في قوله: { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَم أتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } يعني به الشيطان.
قوله: { وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } أي: يأمره بمعصية الله، ثم يخذله في الآخرة. كقوله:
{ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلآ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَّآ أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ } [إبراهيم: 22].
قوله: { وَقَالَ الرَّسُولُ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم: { يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي } يعني من لم يؤمن به { اتَّخَذُوا هذَا القُرْآنَ مَهْجُوراً } أي: هجروه فلم يؤمنوا به. وقال مجاهد: يُهجِرون بالقول فيه، ويقولون: هو كذب. وقال بعضهم: إنما قال هذا محمد يشتكي قومه إلى ربه.
قال الله يعزي نبيّه: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ المُجْرِمِينَ } أي: من المشركين { وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً } إلى دينه { وَنَصِيراً } أي: للمؤمنين على أعدائهم.