خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ
٥
فَقَدْ كَذَّبُواْ فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
٦
أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ
٧
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ
٨
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
٩
وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ
١٠
قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ
١١
قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ
١٢
وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ
١٣
-الشعراء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَمَا يَأتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ } أي: كلما نزل من القرآن شيء جحدوا به.
قال: { فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأتِيهِمُ } أي: في الآخرة { أَنْبَآءُ } أي: أخبار { مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } أي: في الدنيا. وهو عذاب النار، أي: فسيأتيهم تحقيق ذلك الخبر بدخولهم النار.
قوله: { أَوَلَمْ يَرَوا إِلَى الأَرْضِ كَم أَنبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } أي: من كل صنف حسن. وكل ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوج. وهذا على الاستفهام. أي: قد رأوا كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم، أي: مما رأوا.
قال: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً } لمعرفة بأن الذي أنبت هذه الأزواج قادر على أن يحيي الموتى. قال: { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } يعني من مضى من الأمم.
قوله: { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُو العَزِيزُ الرَّحِيمِ } أي: العزيز في نقمته، الرحيم بخلقه، فأما المؤمن فيتم عليه الرحمة في الآخرة، وأما الكافر فهو ما أعطاه في الدنيا، فليس له إلا رحمة الدنيا، وهي زائلة عنه، وليس له في الآخرة نصيب.
قوله: { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائتِ القَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلاَ يَتَّقُونَ } أي: فليتّقوا الله.
{ قَالَ } موسى: { رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُّكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي } فلا ينشرح، أي: فلا يتّسع لتبليغ الرسالة { وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي } أي: للعقدة التي كانت في لسانه. { فَأَرْسِل إِلَى هَارُونَ } كقوله:
{ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّن أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } [طه: 25-32] ففعل الله ذلك به، وأشركه معه في الرسالة.
وهي تقرأ على وجهين: { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي } بالرفع، ووجه آخر بالنصب: { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنْطَلِقَ لِسَانِي } أي: إني أخاف أن يكذّبون وأخاف أن يضيقَ صدري ولا ينطلقَ لساني.