خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ
١٢
فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ
١٣
وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ
١٤
وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالاَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٥
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْمُبِينُ
١٦
وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْس وَٱلطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ
١٧
-النمل

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ } أي: في جيب قميصك { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } أي: من غير برص. قال الحسن: أخرجها والله كأنها مصباح، فعلِم موسى أنه قد لقي ربه.
قوله: { فِي تِسْعِ ءَايَاتٍ } أي: مع تسع آيات. { إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ } والتسع الآيات: يده وعصاه والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم،
{ وَلَقَدْ أَخَذْنَآ ءَالَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ } [الأعراف: 130].
قوله: { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ ءَايَاتُنَا مُبْصِرَةً } أي: بيّنة { قَالُوا: هذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } أي: بيّن. { وَجَحَدُوا بِهَا } أي: بآياتنا { وَاسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ } أي: أنها من عند الله، { ظُلْماً } أي: ظلماً لأنفسهم. وقال في آية أخرى:
{ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [البقرة: 57] قال: { وَعُلُوّاً } أي: من باب العلو. { فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ } أي: المشركين. كان عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار.
قوله: { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالاَ الحَمْدُ لِلَّهِ الذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّن عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ } يعنيان أهل زمانهم من المؤمنين.
قوله: { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ } أي: نبوّته وملكه { وَقَالَ يَآأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } يعني كل شيء أوتي منه. { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الفَضْلُ المُبينُ } أي: البين.
قوله: { وَحُشِرَ } أي: وجمع { لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } اي: على كل صنف منهم وزعة ترد أولاهم على أخراهم. هذا تفسير بعضهم. وقال الحسن: { فَهُمْ يُوزَعُونَ }، أي: فهم يُدفَعون لا يتقدّمه منهم أحد.