خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
٧
فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨
يٰمُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٩
وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ ٱلْمُرْسَلُونَ
١٠
إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوۤءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١١
-النمل

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي ءَانَسْتُ نَاراً } قال بعضهم: إني أحسست ناراً. وقال في آية أخرى: { إِذْ رَأَى نَاراً } [طه: 10] أي: رآها ناراً عند نفسه، وإنما كانت نوراً.
{ سَئَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ } أي: بخبر الطريق، وكان على غير الطريق. وقال في آية أخرى:
{ { أًو أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً } أي: هداة يهدونني إلى الطريق. { أَو ءَاتِيكُم بِشِهَاب قَبَسٍ } وقال في آية أخرى: { أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ } [القصص: 29]، { لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } لكي تصطلوا، وكان شاتياً.
قوله: { فَلَمَّا جَآءَهَا } أي: جاء النار عند نفسه { نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ } أي: إنها عند موسى نار { وَمَنْ حَوْلَهَا } أي: الملائكة. هي في مصحف أبي بن كعب: نودي أن بوركت النار ومن حولها { وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ }.
{ يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَأَلْقِ عَصَاكَ } فألقاها { فَلَمَّا رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ } أي: كأنها حيّة، وقال في آية أخرى:
{ فَإِذَا هِيَ حَيّةٌ تَسْعَى } [طه: 20]، { وَلَّى مُدْبِراً } أي: من الفَرَق { وَلَمْ يُعَقِّبْ } أي: ولم يلتفت. وقال مجاهد: ولم يرجع.
{ يَامُوسَى لاَ تَخَف إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ المُرْسَلُونَ } قال الحسن: { لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ } أي: في الآخرة والدنيا لأنهم أهل الولاية وأهل المحبة { إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }. أي: فإنه لا يخاف عندي. وكان موسى ممن ظلم ثم بدل حسناً بعد سوء فغفر الله له. وهو قتل ذلك القبطي؛ لم يتعمّد قتله ولكنه تعمد وكزه.