خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ
٨٨
مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ
٨٩
وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٩٠
إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٩١
وَأَنْ أَتْلُوَاْ ٱلْقُرْآنَ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ
٩٢
-النمل

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } أي: ساكنة { وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } وتكون الجبال كالعهن، أي: كالصوف المنفوش، وتكون كثيباً مهيلاً، وتُبَس بَسّاً كما يُبسُّ السويق، وتكون سَراباً، ثم تكون هباءً منبثّاً؛ فذلك حين تذهب من أصولها فلا يرى منها شيء، فتصير الأرض كلها مستوية.
قوله: { صُنعَ اللهِ الذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } أي: أحكم كل شيء { إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ }.
قوله: { مَنْ جَآءَ بِالْحَسَنَةِ } أي: بالإِيمان، وهو شهادة لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن ما جاء به حق من الله، وعمل صالحاً وعمل جميع الفرائض. { فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } أي: فله منها خير، وهو الجنة. وفي الآية تقديم، أي: فله منها خير.
قال: { وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ ءَامِنُونَ }. قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة على رجل يشهد ألا إله إلا الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر" .
ذكروا عن عبد الله بن عمرو قال: تنفخ النفخة الأولى وما يعبد الله يومئذ في الأرض.
قوله: { وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ } أي: ألقوا في النار على وجوههم. ذكروا عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من مات لا يشرك بالله شيئاً وعمل بفرائض الله دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله دخل النار." قوله: { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: في الدنيا، يقال لهم ذلك في الآخرة.
قوله: { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ البَلْدَةِ } يعني مكة { الذِي حَرَّمَهَا } أي: إنما أمرت أن أعبد ربها الذي حرّمها { وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ وَأَنْ أَتْلُوَ القُرْآنَ } أي: وأمرت أن أتلو القرآن { فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَا مِنَ المُنذِرِينَ } أي: لا أستطيع أن أكرهكم عليه، أي: ليس عليّ إلا أن أنذركم.