خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يٰأَبَتِ ٱسْتَئْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَئْجَرْتَ ٱلْقَوِيُّ ٱلأَمِينُ
٢٦
قَالَ إِنِّيۤ أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ٱبْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
٢٧
-القصص

تفسير كتاب الله العزيز

{ قَالَتِ إِحْدَاهُمَا } أي: إحدى المرأتين { يَآ أَبَتِ اسْتَأجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ } أي: القوي في الصنعة، الأمين فيما ولى.
قال مجاهد: الأمين؛ غضّ طرفه عنهما حين سقى لهما. وكان الذي رأت من قوته أنه لم تلبث ماشيتها أن سقاها وأرواها. وأن الأمانة التي رأت منه أنها حين جاءت تدعوه قال لها: كوني ورائي وكره أن يستدبرها.
وبعضهم يقول في قوله: { القَوِيُّ الأَمِينُ } أنه كان على تلك البئر التي سقى منها صخرة لا يرفعها إلا أربعون رجلاً، فرفعهما موسى وحده، وذلك أنه سألهما هل ها هنا بئر غير هذه فقالتا نعم، ولكن عليها صخرة لا يرفعها إلا أربعون رجلاً.
قال الشيخ لموسى: { إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأجُرَنِي } أي: تؤاجرني في نفسك { ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِن أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَآءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } أي: في الرفق بك. وقال لموسى في آخر ذلك: كل سخلة تخرج على غير شبه أمها في هذا البطن فهي لك.
فأوحى الله إلى موسى: إذا ملأت الحياض وقرّبْتها لتشرب فألقِ عصاك في الحياض ففعل؛ فولدن كلهن خلاف شبه أُمَّهاتهن، فذهب بأولاد غنمه تلك السنة. وقال بعضهم: كُلُّ بلقاء تولد فهي لك، فولدن بُلقاً كلهن.