{ قَالَ } موسى: { ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ } [قال بعضهم]
وهي بلسان كلب. { فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ } [أي: فلا سبيل عليّ] { وَاللهُ عَلَى مَا
نَقُولُ وَكِيلٌ } أي: شهيد.
قال: { فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ } ذكر ابن عباس قال: قضى أوفاهما
وأبرهما: العشر. قوله: { وَسَارَ بِأَهْلِهِ } قال مجاهد: { فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ
وَسَارَ بِأَهْلِهِ } أي: قضى العشر السنين ثم أقام بعد ذلك عشر سنين فخرج بعد
عشرين سنة. { ءَانَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً } أي: حسب أنها نار، وإنما كانت ناراً
عند موسى، وهي نور وليست بنار. { قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي ءَاتِيكُم
مِّنْهَا بِخَبَرٍ } أي: بخبر الطريق، وكان على غير الطريق { أوْ جَذْوَةً مِّنَ النَّارِ } وهي
أصل شجرة { لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } أي: لكي تصطلوا، وكان شاتياً.
قال الله: { فَلَمَّآ أَتَاهَا } أي: أتى موسى النار عند نفسه { نُودِيَ مِنْ شَاطِىءِ
الوَادِي الأَيْمَنِ في البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ } أي: نودي عن يمين الشجرة، أي:
الأيمن من الشجرة. وفيها تقديم؛ وتقديمها: من شاطئ الوادي الأيمن من الشجرة
في البقعة المباركة. { أَن يَّامُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ }
فألقاها.
{ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌ } أي: كأنّها حيّة { وَلَّى مُدْبِراً } أي: هارباً
{ وَلَمْ يُعَقِّبْ } أي: ولم يلتفت، أي: من الفرَق. وقال مجاهد: ولم يرجع.
{ يَامُوسَى أَقْبِلْ } الله يقوله: { يَامُوسَى أقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الأمِنِينَ }.