خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ
٦٦
فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ
٦٧
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٦٨
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
٦٩
وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ وَلَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٧٠
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ
٧١
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ
٧٢
-القصص

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنبَآءُ } أي: الحجج { يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ } أي: أن يحمل بعضهم عن بعض من ذنوبه شيئاً، في تفسير الحسن.
وقال مجاهد: (لاَ يَتَسَآءَلُونَ) أي: بالأنساب، وفي تفسير بعضهم أنه لا يسأل قريب قريبه أن يحمل من ذنوبه شيئاً، كقوله:
{ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } [فاطر: 18].
قوله: { فَأَمَّا مَن تَابَ } أي: من شركه { وَءَامَنَ } أي: أخلص الإِيمان لله، { وَعَمِلَ صَالِحاً } أي: في إيمانه { فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ المُفْلِحِينَ } وعسى من الله واجبة. والمفلحون السعداء، وهم أهل الجنة.
قوله: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } أي: من يشاء من خلقه، أي: للنبوّة. { مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ } أي: ما كان لهم أن يختاروا هم الأنبياء فيبعثوهم. بل الله هو الذي اختار، وهو
{ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [الأنعام: 124] { سُبْحَانَ اللهِ } ينزّه نفسه { وَتَعَالَى } أي: ارتفع { عَمَّا يُشْرِكُونَ }.
قال: { وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } أي: ما يسرّون { وَمَا يُعْلِنُونَ }.
{ وَهُوَ اللهُ لآ إلهَ إلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالأَخِرَةِ } في الدنيا والآخرة { وَلَهُ الحُكْمُ } أي: القضاء { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي: يوم القيامة.
قوله: { قُل أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ الَّيْلَ سَرْمَداً } [أي: دائماً لا ينقطع] { إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن إلهٌ غَيْرُ اللهِ } وهذا على الاستفهام { يَأتِيكُمْ بِضِيَآءٍ } أي: بنهار { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } أمره، يقوله للمشركين.
{ قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً } أي: دائماً { إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن إلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ } كقوله:
{ وَجَعَلَ الَّيْلِ سَكَناً } [الأنعام: 96] أي: يسكن فيه الخلق { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } أمره. يقوله للمشركين.