خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
٧٩
وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ
٨٠
فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ
٨١
وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِٱلأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ
٨٢
-القصص

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ } يعني قارون { فِي زِينَتِهِ } قال الكلبي: خرج وعليه ثياب حمر مصبوغة بالأرجوان على بغلة بيضاء. وقال الحسن: خرج في صنوف ماله من درّ وذهب وفضة، وقيل: خرج في الحمرة والصفرة.
{ قَالَ الذِينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا } أي: المشركون الذين لا يُقِرُّونَ بالآخرة: { يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } أي: لذو نصيب واف.
{ وَقَالَ الذِينَ أُوتُوا العِلْمَ } وهم المؤمنون للمشركين { وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ } أي: جزاء الله، أي: الجنة { خَيْرٌ لِّمَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً } مما أوتي قارون، { وَلاَ يُلَقَّاهَآ } [أي: يعطاها، أي: الجنة] { إِلاَّ الصَّابِرُونَ } أي: العاملون بطاعة الله، وهم المؤمنون.
قال الله: { فَخَسَفْنَا بِهِ } أي: بقارون { وَبِدَارِهِ } أي: وبمسكنه { الأَرْضَ } فهو يخسف به كل يوم قامة إلى أن تقوم الساعة. { فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ } أي: من الممتنعين من عذاب الله.
قوله: { وَأَصْبَحَ الذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ } [أي: إن الله] { يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلآ أَن مَّنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّه لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } [اي: وإنه لا يفلح الكافرون].
بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل يكلمه في شيء:
"وَيْكَأَنَّكَ لم تكن لتفعله" . وقال بعضهم: { وَيْكَأَنَّ اللهَ } أي: ولكن الله، { وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } أي: ولكنه لا يفلح الكافرون.