خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ
١٢
وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ
١٣
وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ
١٤
فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ
١٥
وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ
١٦
فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ
١٧
وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ
١٨
-الروم

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ } أي: ييأس المشركون، أي: من الجنة. قوله: { وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ } أي: الذين عبدوا من دون الله { شُفَعَاءُ } حتى لا يعذبوا. { وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ } يعني ما عبدوا، بعبادتهم إياهم { كَافِرِينَ }.
قوله: { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } أي: فريق في الجنة وفريق في السعير.
قال: { فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } كقوله:
{ فِي رَوْضَاتِ الجَنَّاتِ } [الشورى: 22]، والروضة الخضرة، أي: يكرمون، في تفسير الحسن، وفي تفسير الكلبي: { يُحْبَرُونَ } أي: يفرحون.
قال: { وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الأَخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي العَذَابِ مُحْضَرُونَ } أي: مُدخلون.
قوله: { فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ }.
ذكروا أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس: هل تجد الصَلواتِ الخمسَ مُسَمَّيَاتٍ في كتاب الله؟ قال: نعم { فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ } فهذه صلاة المغرب { وَحِينَ تُصْبِحُونَ } هذه صلاة الصبح { وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً } هذه صلاة العصر، { وَحِينَ تُظْهِرُونَ } هذه صلاة الظهر. وقال في آية أخرى:
{ وَمِن بَعْدِ صَلاَةِ العِشَاءِ } [النور: 58] فهذه خمس صلوات.
وتفسير الحسن أن الصلوات الخمس كلَّها في هذه الآية؛ يقول: { فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ } المغرب والعشاء.
وقال بعضهم: كل صلاة ذكرت في المكِّيّ من القرآن قبل الهجرة بسنة فهي ركعتان غدوة وركعتان عشية، وذلك قبل أن تفرض الصلوات الخمس؛ وإنما افترضت الصلوات الخمس قبل أن يهاجر النبي عليه السلام بسنة ليلة أسرِيَ به. وما كان من ذكر صلاة بعد ليلةِ أسريَ به فهي الصلوات الخمس. وهذه الآية نزلت بعدما أسري بالنبي عليه السلام، وفرضت عليه الصلوات الخمس.