خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱنظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٥٠
وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ
٥١
فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ
٥٢
وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ
٥٣
ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ
٥٤
وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ
٥٥
وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ
٥٦
-الروم

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { فَانظُرْ إلَى ءَاثَارِ رَحْمَتِ اللهِ } يعني المطر { كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ } يعني النبات الذي أنبته الله بذلك المطر. قال: { إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كَلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي: فالذي أنبت هذا النبات بهذا المطر قادر على أن يبعث الخلق يوم القيامة.
قال: { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً } فأهلكنا به ذلك الزرع { فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّوا } أي: لصاروا { مِن بَعْدِهِ } أي: من بعد ذلك المطر { يَكْفُرُونَ }.
قال: { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ المَوْتَى } يعني الكفار الذين يموتون على كفرهم، { وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ }. يقول: إن الصمّ لا يسمعون الدعاء إذا ولوا مدبرين. وهذا مثل الكفار، أي: إنهم إذا تولوا عن الهدى لم يسمعوه سمع قبول.
قال: { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ العُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ } يعني الكفار العمي عن الهدى { إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } وهذا سمع قبول. يقول: لن يقبل منك إلا من يؤمن بآياتنا { فَهُم مُّسْلِمُونَ }.
قوله: { اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ } يعني ضعف نطفة الرجل { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً } يعني شبابه { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ }.
قوله: { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ المُجْرِمُونَ } أي: يحلف المشركون { مَا لَبِثُوا } أي: في الدنيا وفي قبورهم { غَيْرَ سَاعَةٍ }. قال الله: { كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ } أي: يُصدّون في الدنيا عن الإِيمان والبعث.
قال: { وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ البَعْثِ } [وهذا من مقاديم الكلام، يقول: وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله والإِيمان لقد لبثتم إلى يوم القيامة] أي: لبثهم الذي كان في الدنيا وفي قبورهم إلى أن بعثوا. قال: { فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } أي: لا تعلمون أن البعث حق.