قال: {فَانظُرْ إلَى ءَاثَارِ رَحْمَتِ اللهِ} يعني المطر {كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَآ} يعني النبات الذي أنبته الله بذلك المطر. قال: {إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتَى
وَهُوَ عَلَى كَلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أي: فالذي أنبت هذا النبات بهذا المطر قادر على أن
يبعث الخلق يوم القيامة.
قال: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً} فأهلكنا به ذلك الزرع {فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّوا}
أي: لصاروا {مِن بَعْدِهِ} أي: من بعد ذلك المطر {يَكْفُرُونَ}.
قال: {فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ المَوْتَى} يعني الكفار الذين يموتون على كفرهم،
{وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}. يقول: إن الصمّ لا يسمعون الدعاء إذا ولوا مدبرين. وهذا مثل الكفار، أي: إنهم إذا تولوا عن الهدى لم يسمعوه سمع قبول.
قال: {وَمَآ أَنتَ بِهَادِ العُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ} يعني الكفار العمي عن الهدى
{إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا} وهذا سمع قبول. يقول: لن يقبل منك إلا من يؤمن
بآياتنا {فَهُم مُّسْلِمُونَ}.
قوله: {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ} يعني ضعف نطفة الرجل {ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً} يعني شبابه {ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ}.
قوله: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ المُجْرِمُونَ} أي: يحلف المشركون {مَا
لَبِثُوا} أي: في الدنيا وفي قبورهم {غَيْرَ سَاعَةٍ}. قال الله: {كَذَلِكَ كَانُوا
يُؤْفَكُونَ} أي: يُصدّون في الدنيا عن الإِيمان والبعث.
قال: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ
البَعْثِ} [وهذا من مقاديم الكلام، يقول: وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله والإِيمان لقد لبثتم إلى يوم القيامة] أي: لبثهم الذي كان في الدنيا وفي قبورهم إلى أن بعثوا. قال: {فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} أي: لا تعلمون أن
البعث حق.