قال: { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ } أي: وإن اعتذروا { وَلاَ هُمْ
يُسْتَعْتَبُونَ } أي: ولا يردون إلى الدنيا ليعتبوا، أي: ليؤمنوا. وذلك أنهم يسألون
الرجعة إلى الدنيا ليؤمنوا فلا يردون إلى الدنيا.
قال: { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذا القُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } أي: ليذكروا
{ وَلَئِن جِئْتَهُم بِئَايَةٍ لِّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ }. وذلك أنهم كانوا
يسألون النبي أن يأتيهم بآية. قال: { كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ }
يعني الذين يلقون الله بشركهم يطبع على قلوبهم بشركهم.
قال: { فَاصْبِرْ } يا محمد { إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ } أي: الذي وعدك أنه سينصرك
على المشركين ويظهر دينك { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ } أي: ولا يستفزنك { الَّذِينَ لاَ
يُوقِنُونَ } يعني المشركين، أي: لا تتابع المشركين إلى ما يدعونك من ترك دينك،
وهو يعلم أنه لا يتابعهم على شيء من ذلك، وأنهم لا يستخفونه.