خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ
١٧
وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
١٨
-لقمان

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { يَا بُنَيِّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ }. ذكر بعضهم عن أصحاب النبي عليه السلام قال: من أمر بعبادة الله، ونهى عن عبادة الأوثان فقد أمر بالمعروف ونهى عن المنكر.
قال الله: { وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } والعزم أن تصبر.
قال: { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } أي: لا تعرض عنهم وجهك استكباراً { وَلاَ تَمْشِ فِى الأَرْضِ مَرَحاً } أي: بالعظمة [ { إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ } أي: متكبِّر { فَخُورٍ } يعني يُزهى بما أُعطِيَ ولا يشكر الله].
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر. فقال رجل من القوم: يا رسول الله، إن الرجل منا ليكون نقيَّ الثوب، جديد الشراك فيعجبه ذلك، فقال: ليس ذلك الكبر، ولكن الكبر أن تسفّه الحق وتغمط الناس
"
. ذكروا عن بعضهم قال: من وضع جبهته ساجداً لله فقد برئ من الكبر.
ذكروا أن علياً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صنع شيئاً فخراً لقي الله يوم القيامة أسود. قال: فقال القوم: إنا لله وإنا إليه راجعون، هلكنا وربِّ الكعبة، فوالله إن الرجل منا ليعجبه حسن ثوبه وحسن مركبه، ثم ينظر في شعره ونعله. فقال علي: قد شكونا الذي تشكون إلى النبي عليه السلام فقال: ليس ذلك بالفخر، ولكن الفخر بَطَرُ الحق وغمط الناس والاستطالة عليهم
"
.