خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ
١٣
فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٤
إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ
١٥
تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
١٦
-السجدة

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلَوْ شِئْنَا لأتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } كقوله: { { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَن لَّوْ يَشَآءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً } [الرعد: 31]. قال: { وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ }.
ذكروا عن أبي هريرة قال:
"اختصمت الجنة والنار، فقالت النار: يا ربّ، أوثرت بالجبّارين والمتكبّرين. وقالت الجنة: يا ربّ، ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسُقّاطهم. فقال للنار: أنتِ عذابي أصيب بكِ من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي أصيب بكِ من أشاء، ولكل منكما ملؤها بأهلها. أما الجنة فإن الله لا يظلم الناس شيئاً، وينشئ لها ما شاء من خلقه، وأما النار فيقذف فيها فتقول: هل من مزيد، ويقذف فيها فتقول: هل من مزيد" .
قال: { فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَذَا } أي: بما تركتم الإِيمان بلقاء يومكم هذا { إِنَّا نَسِينَاكُمْ } أي: تركناكم، أي: في النار، تركوا من الخير ولم يتركوا من الشر. { وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ } أي: الدائم الذي لا ينقطع. { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: في الدنيا.
قوله: { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } أي: في سجودهم { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } أي: عن عبادة الله.
قوله: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ }. ذكروا عن الحسن قال: هو قيام الليل. ذكر القوم ذنوبهم فتيقظوا من نومهم وتجافوا عن ضاجعهم.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى معاذ بن جبل بأشياء فقال في آخر ذلك: والقيام من الليل، ثم تلا هذه الآية: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ }.
ذكروا عن أنس بن مالك قال: كانوا يتنفّلون ما بين المغرب والعشاء، يصلّون ما بينهما.
قال: { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً } أي: خوفاً من عذاب الله وطمعاً في رحمته، يعني الجنة. { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } أي: الزكاة المفروضة.