خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ
١٥
فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ
١٦
-سبأ

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌ } كانوا باليمن. وفي تفسير الحسن وغيره: هي أرض. وقال الحسن: لقد تبيّن لأهل سبأ كقوله: { وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ } [يوسف: 82] أي: أهل القرية.
ذكروا عن علقمة أنه سمع ابن عباس يقول: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ، أرض هي أم امرأة أم رجل فقال:
"بل هو رجل ولد عشرة فباليمن منهم ستة، وبالشام أربعة. فأما اليمانيون فمذحج وحمير وكندة وأنمار والأزد والأشعريون. وأما الشاميون فلخم وجذام وعاملة وغسان
"
. قال: { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌ } ثم أخبر بتلك الآية فقال: { جَنَّتَانِ }. وتفسير الحسن: أن فيها تقديماً. وتقديمها: لقد كان لسبأ في مساكنهم جنتان، فوصفهما، ثم قال: (آية). قوله: { عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ } أي: جنة عن يمين، وجنة عن شمال.
قال: { كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ } أي: هذه بلدة طيبة { وَرَبٌّ غَفُورٌ } أي: لمن تاب وآمن وعمل.
قوله: { فَأَعْرَضُوا } عما جاءت به الرسل { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ } قال بعضهم: العرم: المسنّاة، يعني الجسر الذي يحبس به الماء؛ وكان سداً قد جعل في موضع من الوادي تجتمع فيه المياه. وذكروا أنه إنما نقبه دابة يقال له الخُلد، ليس له عينان وله نابان يحفر بهما الأرض.
وفي تفسير مجاهد: إن ذلك السيل الذي أرسله الله عليهم من العرم كان ماء أحمر أتى الله به من حيث شاء. وهو الذي شق السد وهدمه، وحفر بطن الوادي عن الجنتين فارتفعتا، وغار عنهما الماء فيبستا.
وقال بعضهم: إنهم كان لهم واد يجتمع فيه الماء كل عام يسقي جناتهم وأرضهم؛ فبعث الله عليهم دابة يقال لها الجرذ، فحفر السد، فسال الماء فغرّق جناتهم وأرضيهم.
قوله: { وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ } أي: ثمرة { خَمْطٍ } الخمط: الأراك، وأكله البرير. { وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }.