خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ
٣٩
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ
٤٠
قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ
٤١
فَٱلْيَوْمَ لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ
٤٢
-سبأ

تفسير كتاب الله العزيز

{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ } وهي مثل الأولى وقد فسّرناها. { وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ } أي: في طاعة الله { فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }. ليس يعني أنه إذا أنفق شيئاً أخلف له مثله، ولكن يقول: الخلف كله من الله أكثر مما أنفق وأقلّ، أي: ليس بخلف النفقةَ ويرزق العبادَ إلا اللهُ. وقال بعضهم: يُخلفه خيراً في الآخرة، أي: يعوّضكم منه الجنّة.
وبلغنا عن مجاهد أنه قال: لا ينفقن أحدكم كل ما في يده فيتأول هذه الآية: { وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ }.
ذكروا
"عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده أنه لما تِيبَ عليه جاء بماله كله إلى النبي صلى الله عليه وسلم صدقة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك شطره فهو خير لك
"
. قوله: { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } يعني المشركين وما عبدوا { ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَؤُلآءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ } على الاستفهام، وهو أعلم بذلك منهم { قَالُوا } أي: قالت الملائكة { سُبْحَانَكَ } ينزهون الله عمّا يقول المشركون { أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم } أي: إنا لم نكن نواليهم على عبادتهم إيانا. { بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجِنَّ } أي الشياطين من الجن هي التي دعتهم إلى عبادتنا ولم ندعهم إلى عبادتنا، فهم بطاعتهم الشياطين عابدون لهم. كقوله: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ } [يس: 60]، وكقوله: { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلآ إنَاثًا } أي: شيئاً ليس فيه روح، يعني أوثانهم { وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [النساء: 117]. قال: { أَكْثَرُهُم } يعني جماعة المشركين { بِهِم } أي: بالشياطين { مُّؤْمِنُونَ } أي: مصدّقون بما وسوسوا إليهم من عبادة من عبدوا فعبدوهم.
قال الله: { فَاليَوْمَ } يعني يوم القيامة { لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً } أي: الشياطين والكفار { وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا } أي: أشركوا { ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } وهم جيمعاً قرناء في النار: الشياطين ومن أضلوا يلعن بعضهم بعضاً ويبرأ بعضهم من بعض.