قال: { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ المُنِيرِ }. و { الزُّبُرِ } الكتب على الجماعة. و { البَيِّنَاتِ } في تفسير
الحسن: ما يأتي به الأنبياء. { وَبِالكِتَابِ المُنِيرِ } أي: البيّن. والكتاب الذي كان
يجيء به النبي منهم إلى قومه.
وتفسير الكلبي: { البَيِّنَاتِ }: الحلال والحرام والفرائض والأحكام.
قال: { ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا } يعني إهلاكه إياهم بالعذاب { فَكَيْفَ كَانَ
نَكِيرِ } أي: عقابي، على الاستفهام، أي: كان شديداً.
قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ } أي: فأنبتنا به، أي: بذلك الماء { ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا }، وطعمها في الإِضمار { وَمِنَ الجِبَالِ جُدَدٌ } أي: طرائق { بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ } والغربيب: الشديد السواد. قال: { وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَآبِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ } أي: كما اختلفت ألوان ما ذكر من الثمار والجبال.
ثم انقطع الكلام ثم استأنف فقال: { إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ } وهم
المؤمنون. وبلغنا عن ابن عباس أنه قال: يعلمون أن الله على كل شيء قدير. وفي الآية تقديم؛ يقول: العلماء بالله هم الذين يخشون الله.
ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: ليس العلم رواية الحديث، ولكن العلم
الخشية؛ يقول: من خشي الله فهو عالم. { إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }.