خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ
٣٤
ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ
٣٥
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ
٣٦
-فاطر

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. وقال بعضهم: كانوا في الدنيا محزونين، كقوله: { إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } [الطور: 26] أي: خائفين. وقال بعضهم: الموت، ومنه تحزن القلوب.
قوله: { الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } أي: إعياء.
ذكروا أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما راحة أهل الجنة فيها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سبحان الله، وهل فيها من لغوب، كل أمرها إلى راحة." فأنزل الله هذه الآية: { لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا } أي: في الجنة، { نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ }.
قوله: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا } وقال في آية أخرى:
{ فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } [النبأ: 30].
ذكروا عن ابن عمر قال: ما نزل في أهل النار آية هي أشد من هذه.
قال: { كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ } أي: بربّه. وهو كفر دون كفر وكفر فوق كفر.