خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ
٣٣
وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ
٣٤
لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ
٣٥
سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ
٣٦
وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ
٣٧
وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ
٣٨
-يس

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَءَايَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ المَيْتَةُ } أي: المجدبة { أَحْيَيْنَاهَا } أي: بالنبات يعني بالميتة الأرض اليابسة التي ليس فيها نبات. فالذي أحياها بعد موتها قادر على أن يحيي الموتى. قال: { وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ } أي: ولم تعمله أيديهم، ونحن أنبتنا ما فيها وفجّرنا فيها من العيون. { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ }.
قوله: { سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا } يعني الأصناف كلها { مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ } أي: الذكر والأنثى { وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } أي: مما خلق في البر والبحر من صغير وكبير. وهو كقوله:
{ وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [النحل: 8].
قال: { وَءَايَةٌ لَّهُمُ الّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ } أي: نذهب منه النهار { فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ }.
قال: { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا } أي: لا تجاوزه. وهذا أبعد منازلها، ثم ترجع إلى أدنى منازلها، في تفسير الحسن، إلى يوم القيامة، ثم تكوّر فيذهب ضوءها. ذكروا عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأها: والشمس تجري لا مستقرّ لها، وهو كقوله:
{ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دآئِبَيْنِ } [إبراهيم: 33] قال: { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }.