خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ
٦٦
وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ
٦٧
وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ
٦٨
وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ
٦٩
-يس

تفسير كتاب الله العزيز

قوله تعالى: { وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ } يعني المشركين { فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ } أي: لو نشاء لأعميناهم فاستبقوا الصراط، أي: الطريق، { فَأَنَّى يُبْصِرُونَ } أي: فكيف يُبْصرون إذا أعميناهم.
قال: { وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ } أي: لو نشاء لأقعدناهم على أرجلهم. { فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ } أي: إذا فعلنا ذلك بهم لم يستطيعوا أن يتقدّموا ولا يتأخروا.
قال: { وَمَن نُّعَمِّرْهُ } أي: إلى أرذل العمر. { نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ } فيكون بمنزلة الصبيّ الذي لا يعقل. وهو كقوله:
{ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً } [الحج: 5] قال: { أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } يقوله للمشركين. أي: فالذي خلقكم، ثم جعلكم شبّاناً، ثم جعلكم شيوخاً، ثم نكسكم في الخلق فردّكم بمنزلة الطفل الذي لا يعقل قادر على أن يبعثكم يوم القيامة.
قوله: { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ } يعني النبي عليه السلام { وَمَا يَنبَغِي لَهُ } أي: أن يكون شاعراً ولا يروي الشعر.
ذكروا عن عائشة أنها قالت: لم يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت شعر قط؛ غير أنه أراد أن يتمثّل ببيت شاعر بني فلان فلم يُقِمه. قال بعضهم: أظنُّه الأعشى، وبعضهم يقول: طرفة بن العبد.
ذكروا عن أبان العطار أو غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قاتل الله طرفة حيث يقول:

سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً وَيَأتِيكَ من لم تزوّد بالأخبار

فقيل له: إنه قال: وَيأتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَن لَّمْ تُزَوِّدِ فقال: هذا وذاك سواء.
وقال بعضهم: هو شعر لعباس بن مرداس تمثل ببيت منه فلم يُقِمه. وهو قوله:

أَتَجْعَلَ نَهْبِي وَنَهْبَ العُبَيْـ ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ

فقال النبي عليه السلام: "أتجعل نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة." فقال له أبو بكر: بين عيينة والأقرع. فقال النبي عليه السلام: "هذا وذاك سواء." فلم ينطق لسانه بالشعر. وأداره مراراً فلم ينطق به. فأنزل الله: { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ } أي: أن يكون شاعراً.
قال: { إِنْ هُوَ } يعني ما هو { إِلاَّ ذِكْرٌ } يذكرون به الجنة. وقال بعضهم: إن هو إلا تفكر في ذات الله. { وَقُرْءَانٌ مُّبِينٌ } أي: بيّن.