خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٧٠
أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ
٧١
وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ
٧٢
وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ
٧٣
وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ
٧٤
لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ
٧٥
-يس

تفسير كتاب الله العزيز

{ لِّيُنذِرَ } أي: من النار. وتقرأ بالتاء والياء. فمن قرأها بالياء فهو يعني لينذر القرآن، ومن قرأها بالتاء فهو يعني لتنذر يا محمد { مَن كَانَ حَيّاً } أي: مؤمناً، وهو الذي يقبل نذارتك. { وَيَحِقَّ الْقَوْلُ } أي: الغضب { عَلَى الكَافِرِينَ } أي: بكفرهم.
قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ } أي: بقوتنا في تفسير الحسن. كقوله:
{ وَالسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ } [الذاريات: 47] أي: بقوة { أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } أي: ضابطون { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ } يعني الإِبل والبقر والغنم والدواب والخيل والبغال والحمير. { فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ } أي: من الإِبل والخيل والبغال والحمير. { وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } أي من الإِبل والبقر والغنم، وقد يرخّص في الخيل.
ذكروا عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله
"أنهم أكلوا يوم خيبر الحمير والبغال والخيل، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمير والبغال ولم ينه عن الخيل" . وذكروا عن عطاء عن جابر بن عبد الله " "أنهم كانوا يأكلون لحوم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم" .
قال: { وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ } أي: في أصوافها وأوبارها وأشعارها ولحومها { وَمَشَارِبُ } أي: يشربون من ألبانها. { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } أي: فليشكروا هذه النعم.
قوله: { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ ءَالِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } أي: يمنعون كقوله:
{ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ ءَالِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً } [مريم: 81] قال: { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ } أي: لا تستطيع آلهتهم نصرهم { وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ } أي: معهم في النار.