خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ
٧٦
أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
٧٧
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ
٧٨
قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ
٧٩
ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ
٨٠
أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ
٨١
إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٨٢
فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٨٣
-يس

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } أي: إنك شاعر وإنك ساحر وإنك كاهن وإنك مجنون وإنك كاذب { إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ } أي: من عداوتهم لك { وَمَا يُعْلِنُونَ } من كفرهم بما جئتهم به، فنعصمك منهم ونذلّهم لك. ففعل الله ذلك بهم.
قوله: { أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ } أي: وقد علم أنا خلقناه، أي: فكما خلقناه فكذلك نعيده. { قَالَ: مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } أي: وهي رفات.
ذكروا عن مجاهد قال:
"أتى أبيّ بن خلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم نخر ففتّه بيده فقال: يا محمد، أيحيي الله هذا وهو رميم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:نعم ويحييك الله بعد موتك ثم يدخلك النار." فأنزل الله: { قُلْ } يا محمد { يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَآ } أي: خلقها { أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } وهو كقوله: { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } [الملك: 14] أي: بلى.
قال: { الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ }. فكل عود يُزنَد منه النار فهو من شجرة خضراء.
قال: { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الخَلاَّقُ الْعَلِيمُ إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }. قال: { فَسُبْحَانَ } ينزّه نفسه { الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } تفسير الحسن: ملك كل شيء، وبعضهم يقول: خزائن كل شيء. { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي: يوم القيامة.