خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ
٨٩
فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ
٩٠
فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ
٩١
مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ
٩٢
فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ
٩٣
فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ
٩٤
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ
٩٥
وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
٩٦
قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي ٱلْجَحِيمِ
٩٧
-الصافات

تفسير كتاب الله العزيز

{ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ } أي: مطعون.
{ فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ } أي: إلى عيدهم. وذلك أنهم استدعوه لعيدهم فعصب رأسه وقال: إني رأيت الليلة في النجوم أني سأطعن غداً، كراهية الذّهاب معهم، ولِمَا أراد أن يفعل بآلهتهم، كادهم بذلك. وهي إحدى الخطايا الثلاث التي قال عنها:
{ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ } [الشعراء: 82]؛ قوله: { إِنِّي سَقِيمٌ }، وقوله: { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا } [الأنبياء: 63]، وقوله لسارة: إن سألوك فقولي: إنه أخي.
قال الله: [ { فَرَاغَ إِلَى ءَالِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ } ] { فَرَاغَ عَلَيْهِمْ } أي: فمال على آلهتهم { ضَرْباً بِاليَمِينِ } فكسرها إلا كبيرهم وقد فسّرنا ذلك في سورة الأنبياء.
قال: { فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ } أي: إلى إبراهيم { يَزِفُّونَ } تفسير الحسن: أي: يبتدرونه. وقال بعضهم: { يَزِفُّونَ } أي: يُرعدون إليه غضباً، وفي تفسير مجاهد: يعني النسلان [في المشي].
{ قَالَ } لهم إبراهيم { أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ } يعني أصنامهم { وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } أي: وما تعملون بأيديكم، أي: خلقكم وخلق الذين تنحتون.
{ قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً } يقوله بعضهم لبعض { فَأَلْقُوهُ فِي الجَحِيمِ } وقد فسَّرنا هذا كله في سورة الأنبياء.