خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ
١٤
وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلآءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ
١٥
وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْحِسَابِ
١٦
ٱصْبِر عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا ٱلأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ
١٧

تفسير كتاب الله العزيز

{ إِن كُلٌّ } يعني من أهلك ممن مضى من الأمم السالفة { إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ } يعني عقوبته إِياهم بالعذاب.
قال: { وَمَا يَنظُرُ هَؤُلآءِ } يعني كفار آخر هذه الأمة { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } يعني النفخة الأولى بها يكون هلاكهم { مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ } أي: رجوع إِلى الدنيا، أي: ما لها من انقطاع، أي: دون أن تكون. وقال مجاهد: ما لها من رجوع. وقال الحسن: من رجعة. وقال الكلبي: ما لها من نَظِرَة، أي: من تأخير.
{ وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الحِسَابِ } وذلك منهم استهزاء وتكذيب، لا يقرون بيوم الحساب، ولا بأن العذاب يأتيهم في الدنيا.
تفسير الحسن ومجاهد: { عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } أي: عجّل لنا عذابنا. وقال الحسن هو قوله:
{ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [العنكبوت: 29] وكقولهم: { اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذابٍ أَلِيمٍ } [الأنفال: 32].
وتفسير الكلبي: قالوا ذلك حين ذكر الله في كتابه:
{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ... وَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ } [الحاقة: 19 و25] والقِطّ: الصحيفة التي فيها الكتاب. أي عجّل لنا كتابنا الذي يقول محمد حتى نعلم أبيميننا نأخذ كتابنا أم بشمالنا، اي: إنكاراً لذلك واستهزاء.
قال الله: { اصْبِرْ عَلَى مَايَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأيْدِ } أي: ذا القوة في أمر الله في تفسير بعضهم. وقال الحسن: ذا قوة في العبادة. { إِنَّهُ أَوَّابٌ } أي: مسبّح في تفسير مجاهد. وقال الكلبي: راجع منيب، أي: راجع تائب.