قال: { أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ } أي: شدة العذاب { يَوْمَ الْقِيَامَةِ }
أي: يُجَرُّ على وَجهه في النار. وأول ما تصيب منه النار إذا ألقي فيها وجهه لأنه يكبّ
على وجهه. خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة، أي: أهو خير، أم هذا المؤمن الذي لان
جلده وقلبه إلى ذكر الله، أي: إنهما لا يستويان. قال: { وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ } أي:
للمشركين { ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } أي: جزاء ما كنتم تعملون.
قوله: { كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي: من قبل قومك يا محمد { فَأَتَاهُمُ
الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } أي: جاءهم فجأة. قال: { فَأَذَاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ فِي
الحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي: فأهلكهم بعذاب الخزي بتكذيبهم. { وَلَعَذَابُ الأَخِرَةِ أَكْبَرُ }
من عذاب الدنيا { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } أي: لعلموا أن عذاب الآخرة أكبر من عذاب
الدنيا.