خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَهِنُواْ فِي ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً
١٠٤
إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً
١٠٥
-النساء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ } أي: لا تضعفوا في طلب القوم، وذلك يوم أحد. وقد فسرنا ذلك قبل هذا الموضع. { إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَألَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ } قال الحسن: يعني الوجع من الجراح { وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ } في ذلك من ثوابه { مَا لاَ يَرْجُونَ } أي: ما لا يرجو المشركون. يرغبهم بذلك في الجهاد.
وقال بعضهم: { فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ } أي: ييجعون كما تيجعون. { وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ } من الثواب في الآخرة. { وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً }.
قوله: { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ } أي في الوحي { وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيماً }. ذكر عن الحسن أن رجلاً من الأنصار سرق درعاً فاتُّهِمَ عليها. فلما فشت عليه القالة استودعها رجلاً من اليهود. ثم أتى قومه فقال: ألم تروا إلى هؤلاء الذين اتَّهموني بالدرع، فوالله ما زلت أسأل عنها حتى وجدتها عند فلان اليهودي. فأتوا اليهودي فوجدوا عنده الدرع؛ فقال: والله ما سرقتها، إنما استودعنيها. ثم قال الأنصاري لقومه: انطلقوا إلى النبي عليه السلام فقولوا له فليخرج فليعذرني فتسقط عني القالة. فأتى قومُه رسولَ الله فقالوا: يا رسول الله، اخرج فاعذر فلاناً حتى تسقط عنه القالة. فأراد رسول الله أن يفعل، فأنزل الله: { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } يعني الأنصاري.