خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْتَنكَفُواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً
١٧٣
يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً
١٧٤
فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً
١٧٥
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ إِن ٱمْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُنْ لَّهَآ وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا ٱثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا ٱلثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُوۤاْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَآءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
١٧٦
-النساء

تفسير كتاب الله العزيز

{ فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ } أي تضعيف الحسنات { وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }.
قوله: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ } قال مجاهد: البرهان الحجة. وقال غيره: بيّنة. قال: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } يعني القرآن. { فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ } وهي الجنة { وَفَضْلٍ } وهو الرزق في الجنة { وَيَهْدِيهِمْ } أي في الدنيا { إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } أي إلى الجنة.
قوله: { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ } [قال بعضهم: الكلالة الذي لا ولد له ولا والد ولا جد]. { إِنِ امْرُؤٌاْ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ } من أب وأم أو من أب إذا لم تكن من أب وأم { فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ } أيهما مات توارثا إن لم يكن لهما ولد أو ولد ولد.
{ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ }.
فإن كانت أخت معها أخ أو إخوة لأب وأم كانوا عصبة، للذكر مثل حظ الانثيين.
وإن كانوا إخوة رجالاً ونساءً من أب وأم، وإخوة رجالاً لأب فإن الاخوة من الأب والأم أولى من الإِخوة لأب، وليس للأخوة من الأب معهم شيء.
فإن كانت أخت لأب وأم وأخت لأب، فللأخت للأب والأم النصف وللأخت للأب السدس تكملة الثلثين. وإن كان مع الأخت للأب أخ وإخوة صار ما بقي بعد النصف للإِخوة والأخوات للأب، للذكر مثل حظ الأنثيين.
وإن كانتا أختين لأب وأم وأخت وأخوات لأب، فللأختين من الأب والأم الثلثان، وما بقي فهو بين الإِخوة والأخوات، للذكر مثل حظ الأنثيين.
فإن كانتا أختين لأب وأم وأخت واحدة من الأب فليس لها بعد الثلثين شيء، إلا أن يكون معها ذكر فيصيران عصبة فيما بقي، للذكر مثل حظ الأنثيين.
ذكروا عن علي بن أبي طالب أنه قال: أعياني بنو الأم، يتوارثون دون بني العلات؛ الرجل يرث أخاه لأبيه وأمه دون أخيه لأبيه. وإن ترك إخوة لأبيه وأمه وإخوة لأمه فلإِخوته من أمه الثلث، ذكرهم وأنثاهم فيه سواء، ولإِخوته من الأب والأم، أو من الأب إذا لم يكن إخوة من أب وأم، الثلثان.
وإن تركت امرأة زوجها وأمها وإخوتها لأمها وإخوتها لأبيها وأمها فلزوجها النصف، ولأمها السدس، والثلث الباقي بين الإِخوة من الأم وبين الإِخوة من الأب والأم، ذكرهم وأنثاهم فيه سواء. وهذه المشتركة.
ذكروا أن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت كانوا يشركون بينهم. ذكر بعضهم أن عمر بن الخطاب كان يشرك بينهم إذا لم يبق إلا الثلث. ذكروا عن علي بن أبي طالب أنه كان لا يشرك بينهم ويجعل الثلث الباقي للإِخوة من الأم.
ذكروا عن عقبة بن عامر الجهني أن رجلاً سأله عن الكلالة قال: ألا تعجبون من هذا، يسألني عن الكلالة، فوالله ما عُمِّيَ على أصحاب محمد شيء ما عُمِّيَ عليهم من أمر الكلالة.
ذكروا عن عمر بن الخطاب قال: أشهدكم أني مفارقكم ولم أقل في الجدّ شيئاً ولا في الكلالة.
ذكروا عن عمر بن الخطاب قال: ما أخلّف بعدي شيئاً أهمّ إليّ من أمر الكلالة، وما راجعت رسول الله في شيء ما راجعته فيها حتى طعن بأصبعه في جنبي فقال:
"يا عمر، أما تكفيك آية الصيف التي أنزلت في آخر النساء؟" .
ذكروا أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فقال: "أما تقرأ هذه الآية؟ { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلاَلَةِ }" .
قوله: { يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا } أي لئلا تضلوا { وَاللهُ بِكُلِّ شَيْْءٍ عَلِيمٌ }.