خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ
٥
وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ
٦
ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
٧
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَـلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٨
-غافر

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } أي قبل قومك يا محمد { قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ }، يعني عاداً وثموداً ومن بعدهم، الذين أخبر بهلاكهم لتكذيبهم رسلهم. { وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ } فيقتلوه { وَجَادَلُوا } أي: وخاصموا { بِالْبَاطِلِ } أي: بالشرك، جادلوا به الأنبياء والمؤمنين. { لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } أي: ليدفعوا به الحق؛ أي: الإِيمان { فَأَخَذْتُهُمْ } أي: بالعذاب { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } أي: كان شديداً.
قوله: { وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } أي: سبقت كلمات ربك { عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ } أي: بكفرهم.
{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ } أي: ومن حول العرش { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ }. ذكر بعضهم قال: قال الله لآدم: يا آدم أهبط بيتي معك يطاف حوله كما يطاف على العرش.
قال: { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا } يقولون { رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا } أي: ملأت كل شيء رحمة وعلماً { فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا } من الشرك والنفاق وأعمال السيئات { وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ } أي: الهدى، يعني الإِسلام، وهو السبيل، أي الطريق إلى الجنة. { وَقِهِمْ } أي: واصرف عنهم { عَذَابَ الْجَحِيمِ }.
{ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ } وعدن أرفع الجنة وبطنانها، إليها تنسب الجنان. { الَّتِي وَعَدتَّهُم } أي: إن الله وعد المؤمنين في كتابه الجنة فقال:
{ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } [التوبة:72]... إلى آخر الآية، وغير ذلك مما وعدهم فيها أي: في الجنة.
قال: { وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } أي: ومن آمن وعمل صَالحاً منهم { إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }. وقال في سورة الطور:
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ } [الطور: 21] أي: وما انتقصناهم من عملهم من شيء. إن الله يرفع إلى المؤمن ولده في الجنة وإن كان دونه في العمل ليُقِرَّ به عينَه، وكذلك الآباء يُرفعون إلى الأبناء في درجاتهم في الجنة إذا كانت الآباء دونهم في العمل. وولدان المسلمين الذين لم يبلغوا العمل ايضاً مع آبائهم من أهل الجنة.
ذكروا عن سعيد بن المسيب قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا، امرأة من تكون في الجنة. قال:
"امرأة الآخر."