خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ
٨١
أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٨٢
فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
٨٣
فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ
٨٤
فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَافِرُونَ
٨٥
-غافر

تفسير كتاب الله العزيز

{ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } [يعني من السماء والأرض والخلائق وما في أنفسكم من الآيات وما سخر لكم من شيء] { فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ } أي: فأي ذلك تنكرون أنه ليس من خلقه.
قوله عز وجل: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }. كان عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار { كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الأَرْضِ } أي: ما عملوا من المدائن وغيرها من آثارهم. كقوله: { ذَلِكَ مِن أَنْبَاءِ القُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ } تراه
{ وَمِنْهَا حَصِيدٌ } [هود:100] لا تراه. قال: { فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي: من الدنيا حين جاءهم العذاب، أي: لم يغن عنهم كسبهم شيئاً.
{ فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ } يعني علمهم عند أنفسهم هو قولهم لن نبعث ولن نعذّب { وَحَاقَ بِهِم } أي: وجب عليهم { مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } أي: بالنبي عليه السلام والمؤمنين، أي: وجب عليهم عقاب ما كانوا به يستهزءون، أي: فأهلكهم الله.
قال: { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } أي: عذابنا { قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } أي بما كنا به مصدّقين من الشرك.
قال الله عز وجل: { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } أي: عذابنا { سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } المشركين، أي أنهم إذا كذبوا رسلهم أهلكهم الله بالعذاب، ولا يقبل إيمانهم عند نزول العذاب. قال: { وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ } ولا خسارة هي أعظم منها إذا صاروا إلى النار.