خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
١٥
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِيۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ
١٦
وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ ٱلْعَذَابِ ٱلْهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٧
وَنَجَّيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يتَّقُونَ
١٨
-فصلت

تفسير كتاب الله العزيز

قال الله: { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } يعني كفرهم وتكذيبهم رسلهم. { وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } عجبوا من شدتهم وقوتهم. قال الله: { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }.
قال: { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا } قال الحسن: الصرصر: شديدة البرد، [وهي الدبور].
ذكروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور" .
قال: { فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ } أي: مشؤومات، وهي الثمانية الأيام التي في الحاقة. قال الله: { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } [الحاقة:7] أي: تباعاً، ليس فيهنّ تفتّر؛ كان أولها يوم الأربعاء إلى الأربعاء الأخرى.
قال: { لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى } من عذاب الدنيا. { وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ }.
قال: { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ } أي: فبصّرناهم، وهو في تفسير العامة بيّنّا لهم سبيل الهدى وسبيل الضلالة { فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى } أي: الضلالة { عَلَى الْهُدَى } أي: اختاروا الضلالة على الهدى { فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ } أي من الهوان { بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي: بما كانوا يعملون.
قال: { وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } وكذلك قضى الله أنه إذا أهلك قوماً أنجى رسولهم والمؤمنين معه؛ كقوله: { وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا } أي: عذابنا
{ وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } [هود:58]، وقوله: { نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } [هود:66]، وقوله: { وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا } [هود:94].