خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ
٢٥
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ
٢٦
-فصلت

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء } أي: نسبنا لهم قرناء، يعني الشياطين. كقوله: { أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا } [مريم:83] أي: تزعجهم إزعاجاً في معاصي الله.
قال: { فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } قال الحسن: { مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي: حبّ ما كان عليه آباؤهم من الشرك وتكذيبهم الرسل. { وَمَا خَلْفَهُمْ } تكذيبهم بالبعث. وقال الكلبي: { مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ }: من أمر الآخرة، فأخبروهم أنه لا بعث ولا جنة ولا نار، { وَمَا خَلْفَهُمْ }: زيّنوا لهم أمر الدنيا فلم يريدوا غيرها.
{ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ } أي: وجب عليهم القول. وتفسير القول: الغضب، في قول بعضهم: وقال الحسن: القول من الله أنهم من أهل النار؛ كقوله:
{ وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ } [غافر:6] أي: بكفرهم. قال: { فِي أُمَمٍ } أي: مع أمم { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ } والخاسرون: أهل النارِ، خسروا أنفسهم فصاروا في النار.
قوله: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } [قال السدي: نزلت في أبي جهل بن هشام، كان يقول لأصحابه: إذا سمعتم قراءة محمد فارفعوا أصواتكم بالأشعار حتى تلتبس على محمد قراءته] وهو مثل قوله:
{ وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً } [الأنفال:35]؛ المكاء: التصفير، والتصدية: التصفيق؛ يميملون خدودهم إلى الأرض يخلطون على النبي صلى الله عليه وسلم بذلك صلاته. وقوله: { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } أي: لعل دينكم أن يغلب دين محمد.