خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ
٢٢
فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ
٢٣
وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ
٢٤
كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
٢٥
وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ
٢٦
وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ
٢٧
كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ
٢٨
فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ
٢٩
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ
٣٠
مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ
٣١
-الدخان

تفسير كتاب الله العزيز

{ فَدَعَا } موسى { رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاَء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } أي: مشركون. وإذا أراد الله أن يهلك قوماً أذن لنبيهم أن يدعو عليهم.
قال الله عز وجل: { فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } أي: يتبعكم فرعون وجنوده { وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا } أي: طريقاً في تفسير الحسن. وقال مجاهد: منفرجاً. وقال بعضهم: ساكناً، [بعد أن ضربه موسى بعصاه] { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } فأغرقهم الله وأنجى موسى ومن معه.
قال: { كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } [أي: ومنزل حسن] { وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ } أي: مسرورين.
قال الله عزَّ وجل: { كَذَلِكَ } قال الحسن: أي: هكذا كان الخبر. قال: { وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ } يعني بني إسرائيل.
قال الله عز وجل: { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ } ذكروا عن أنس بن مالك أنه قال: للمؤمن بابان مفتوحان في السماء، يصعد من أحدهما عمله، والآخر ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه أربعين صباحاً. { وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ } أي: مؤخرين بالعذاب، يعني الغرق.
قوله عز وجل: { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ } أي: من الهوان { مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ } أي: من المشركين. والعلو ها هنا الشرك.