قال: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} يعني اخترنا بني إسرائيل
على العالمين، يعني على عالم زمانهم، ولكل زمان عالم. قال: {وَآتَيْنَاهُم} يعني
أعطينا بني إسرائيل {مِّنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَء مُّبِينٌ} أي: نعمة بيّنة.
قوله عز وجل: {إِنَّ هَؤُلاَء} أي: مشركي العرب {لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ} أي: بمبعوثين. {فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} أي
فأحيوا لنا آباءنا حتى نصدقكم بمقالتكم إن الله يحيي الموتى إن كنتم صادقين.
قال الله: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} من الكفار، أي: إنهم
ليسوا بخير منهم {أَهْلَكْنَاهُمْ} أي: بذنوبهم {إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} أي:
مشركين، يخوفهم بالعذاب.
قوله عزّ وجل: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ}.
{مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ} أي: للبعث والحساب والجنة والنار {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ} أي: جماعتهم، جماعة المشركين {لاَ يَعْلَمُونَ} أي إنهم مبعوثون
ومُحَاسَبُونَ ومجازَوْنَ.
قال: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ} [أي: القضاء] {مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ}. هذا
جواب لقولهم: (فاتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). قال الله عزّ وجل: (إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ
مِيقَاتُهُمُ أَجْمَعِينَ) أي ميقات بعثهم.