خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلْبَحْرَ لِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
١٢
وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
١٣
قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٤
مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ
١٥
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى ٱلْعَالَمينَ
١٦
-الجاثية

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ } يعني طلب التجارة في السفر { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي: لكي تشكروا، أي: تؤمنوا. كقوله: { لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } [النحل:81].
قال: { وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ } أي: من الله، أي: كل ذلك تفضّلاً منه، أي: ما سخر لكم من السماوات، أي: الشمس والقمر والنجوم والمطر، وما في الأرض، اي: الأنهار والبحار وما ينبت في الأرض من النبات، وما يستخرج من الذهب والفضة والصفر والحديد والنحاس وغير ذلك مما ينتفع به مما في الأرض، فذلك كله تسخير الله. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } وهم المؤمنون.
قوله: { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ }، وهم المشركون. [أمر الله المؤمنين أن يغفروا لَهم]، وهي منسوخة، نسختها
{ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [التوبة:5] قال: { لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي: يعملون؛ يجزي المؤمنين بحلمهم عن المشركين، ويجزي المشركين بشركهم، وكان هذا قبل أن يؤمروا بقتالهم، ثم نسخ بالقتال.
قوله: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ } أي: يجده عند الله { وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا } أي: فعلى نفسه. { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } يوم القيامة.
قوله: { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أي: أعطينا { بَنِي إِسْرَائِيلَ } أي: أنزلنا عليهم { الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ } قال بعضهم: الحكمة وهي السّنّة. { وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ } أي: ما أحل الله لهم. وقال بعضهم: المنّ والسلوى. { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ }. أي: على عالم زمانهم الذي كانوا فيه، ولكل زمان عالم.