قوله: { هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ } يعني القرآن، أي: لمن آمن به { وَهُدًى }
يهتدون به إلى الجنة. { وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ } وهم المؤمنون. والمؤمن الموقن
واحد.
قوله عزّ وجلّ: { أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا } أي اكتسبوا { السَّيِّئَاتِ }
والسيئات ها هنا الشرك. { أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } وذلك كقول
أحدهم { وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي }، كما تقولون، { إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى }، أي الجنة،
إن كانت جنة، أي: لا نجعلهم مثلهم؛ الذين آمنوا وعملوا الصالحات في الجنة،
والمشركون في النار.
قال: { سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ } وهي تقرأ على وجهين: مقرأ مجاهد بالرفع؛
سواءٌ محيا المؤمن ومماته، هو في الدنيا مؤمن وفي الآخرة مؤمن، والكافر في الدنيا
كافر، وفي الآخرة كافر. ومقرأ الحسن: (سَوَاءً) بالنصب، على معنى أن يكونوا،
يعني المؤمنين والمشركين، سواء فيما حسب المشركون، أي: ليسوا سواء. أي:
إن مات المؤمنون على الإيمان يرزقون الجنة، وأما المشركون الذين ماتوا على الشرك
فهم يدخلون النار. قال الله عز وجل: { سَاء } أي: بئس { مَا يَحْكُمُونَ } أي: أن
نجعلهم سواء.
قوله: { وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ } أي: للبعث والحساب والجنة
والنار. قال الله عز وجل: { وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }.